التشكيلية ياسمين جمال تجسد التأثير السلبي للتنمر في لوحاتها بالمعرض العام

شاركت الفنانة التشكيلية ياسمين جمال، في المعرض العام في دورته الـ 44 المقامة حاليًا بدار الأوبرا المصرية، بعمل بعنوان “استهداف”، والمقرر أن تستمر فعالياته حتى 31 يوليو 2024، يتخللها العديد من الأنشطة والندوات والفعاليات التي اُعدت واُختيرت للبرنامج الثقافي.

وقالت الفنانة التشكيلية ياسمين جمال، أنها تشارك في الدورة الحالية للمعرض العام بعمل “استهداف” معلقة عليه أننا نعيش في مجتمع أصبح غريب ويميل الى العدوانية واللامبالاة بمشاعر الاخرين، وعدم احترام مشاعرهم، فنجد أن التنمر على الآخرين أصبح سائد بشكل كبير ومتفشي بشكل غير مفهوم، فنجد أن كلا منا يتعامل مع الآخر بشكل سطحي على أساس شكله الذي لا دخل له في صنعه أو على أساس لونه أو مشاكله أو الصحة أو ظروفه، إلخ، دون اعتبارات إنسانية أو أخلاقية أو دينية وكأنه مستهدف وليس له قيمة دون ذلك.

وأضافت ياسمين جمال في تصريح خاص لـ “اليوم السابع” أن العمل يدور حول التأثير السلبي للكلام السيء والتنمر بأشكاله المختلفة على الانسان وكيف أنه قد يؤثر عليه بشكل كبير لدرجة تعرقله وتجعله مسجون خلف هذة الكلمات أو التصرفات غير اللائقة، فتؤثر على ملامحه، فتصبح باهتة حزينة إذا استسلم لها، ولكن عليه أن يقف ويحمي حدوده ولا يسمح لهذا الهراء أن يتحكم فى حياته أو يقوده لمستنقع من الأفكار السيئة والتي بدورها تعطله عن عيش حياته بحرية كما خلقنا الله أحرار.

وتابعت ياسمين جمال أنها استخدمت مجموعة من العناصر لتكون رموز كل منها له دلالة معينة تخدم الفكرة فاستخدام اللون الأحمر للتعبير عن الخطر الذي يتعرض له الانسان إذا وقع فريسة تحت أيدي المتنمر، والسلك الشائك للتأكيد على أن لابد لكل انسان أن يحمي حدوده ولا يسمح لأحد أن يتخطاها، والحمامة رمز لاحتياجنا للعيش في سلام نفسي بعيدًا عن مكدرات الحياة، والجناحين للتعبير على أننا لابد لنا أن نعيش حياتنا بحرية وننحن متحكمين كليًا فى حياتنا، فعندما نقوم بذلك فستزهر حياتنا بعد الانطفاء، ونبدأ في التعافي والاستشفاء داخليًا أولا، والذي بدوره يؤثر على سلوكنا مع الوقت ونصبح ممسكين بزمام امورنا في النهاية غير آبهين بأي متنمر ضاربين بتعليقاته السلبية عرض الحائط.

وتابعت ياسمين جمال أن المعرض العام يقام كل سنة للفئة العمرية ما فوق الـ 35 عاما، وكان له تيمة أو موضوع محدد يجتمع كل الفنانين للتعبير عنه، على عكس هذه الدورة التي جاءت خارج سياق التصنيف الفني الأكاديمي للأعمال الفنية وغياب فكرة طرح فلسفي موحد؛ لإتاحة أكبر قدر ممكن من التحرر التقني والمعالجات الفنية في إطار أربعة مباحث فنية تعد هي الاصل في المثير الابداعي وهي “الكتلة والفراغ  – الخط – اللون – الضوء” وأهم ما يميز المعرض العام فى دورته الجديدة أنه ينطلق دون تيمة محددة للمعرض اذ ان العملية الابداعيه هي خاصة بكل فنان.

ياسمين جمال

وهذه الدورة تشهد لأول مرة امتداد سيناريو العرض الفني ليشمل 6 قاعات عرض هي (الباب – صلاح طاهر – قصر الفنون – الهناجر – نهضة مصر – إيزيس)، ولأول مرة أيضاً هناك (عرض المكرمين الذين حصلوا على جائزة النيل للفنون ولمشوارهم الحافل – عرض للفنانين العرب المقيمين في مصر ) فضلاً عن العرض الرئيسي الذي يضم أكثر من 300 فنان مشارك، كما يحل الشيخ الفنان راشد بن خليفة آل خليفة رئيس المجلس الوطني للفنون بمملكة البحرين ضيف شرف هذه الدورة.