منوعات

بروفايل.. عادل إمام «الزعيم المستديم» – فن

لماذا هو الألفا فى كل العصور؟ أين تكمن براعته تحديداً؟ هل كانت هبة إلهية أم عملاً دؤوباً أو كليهما؟ كيف أجاد الاختيار بذكاء وشجاعة.. وكيف أدمن النجاح؟ كيف صقل موهبته وأدارها؟ كيف جعل من الكوميديا فلسفة؟ وكيف وصل إلى عمقها حتى فى أكثر أعماله خفة؟ كيف أصبح إماماً للفن العربى؟ وكيف تربع زعيماً على عرش الكوميديا؟ وكيف احتفظ لنفسه على مدار 6 عقود متتالية؟ ليصبح فناناً لكل العصور، كيف حافظ على بريق نجومية لم يستطع الزمن خفته؟.. الإجابة ببساطة لأنه عادل إمام الظاهرة الفنية النادرة التى لا تحدث إلا كل ألف عام.

«عادل» هو الاسم الذى اختاره الشاويش محمد إمام محمد لنجله المولود فى 1940، الذى تربى فى عائلة ما بين أب صارم وأم حنون و3 أشقاء، وما بين شوارع وحوارى الأحياء الشعبية فى السيدة عائشة والحلمية خطا الطفل خطواته الأولى، وتفتح وعيه وإدراكه على المهمشين الذين سيكون خلال سنوات ليست طويلة بطلهم، الذى سيعبر عنهم ببراعة شديدة بعد ما أصبح لديه مخزون هائل من القصص والمشاهدات والشخصيات، لينقلهم من الهامش إلى الصدارة.

خفة دم وقدرة على التقليد ممزوجة بشقاوة غير طبيعية ميزت الطفل الصغير، ولكن لم يدرك كل المحيطين دلائل التفرد التى كانت واضحة بشدة، فكان يستمتع بتقليد أساتذته ويتحمل ألم العقاب فى سبيل ضحكات أصدقائه، مع مرور السنوات بدأت تزداد موهبة الطفل الذى أصبح شاباً ما بين التحكم فى قسمات وجهه وتغير صوته، وكان يستغل كل فرصة ممكنة للتنفيس عن موهبته، ما بين الأنشطة الفنية والمسرحيات المدرسية أو العروض الكوميدية فى ساحات الحلمية، ومع المرحلة الجامعية، بدأ عادل فصلاً جديداً مع الفن على المسرح الجامعى، فأصبح خلال فترة قصيرة من نجوم فريق التمثيل فى كلية زراعة جامعة القاهرة، حتى جاءت الفرصة الذهبية وتقدم إلى مسرح التليفزيون.

شاب نحيف يبدو مصاباً بـ«الأنيميا»، يرفع بنطاله حتى صدره، ويرتدى رابطة عنق طويلة وطربوشاً، ويردد: «بلد بتاعة شهادات صحيح»، لتنطلق الضحكات عالية تملأ أرجاء المسرح الواسع، قدم «دسوقى أفندى» عادل إمام إلى الجمهور من أوسع الأبواب، بعد ما فاز بأول دور فى حياته كممثل محترف أمام النجم فؤاد المهندس فى مسرحية «أنا وهو وهى»، لم يكن وقتها تجاوز الـ23 عاماً، تليها عشرات الأعمال بعد ما أيقن المهندس بعين الخبير أنه أمام تلميذ من طراز خاص قد يتفوق يوماً ما على أستاذه.

رحلة فنية طويلة جاوزت الـ57 عاماً ملأ فيها عادل إمام الدنيا فناً وإبداعاً وكوميديا، من خلال مئات الأعمال ما بين المسرح والدراما التليفزيونية والسينما، نجح فى أن يكون قارئاً للمجتمع بتغيراته، وعبر عنه وحارب أشباحه كما لم يفعل أحد من قبل، جلس زعيماً على عرش الفن المصرى والعربى متجاوزاً كل الصعوبات والتحديات، ليظل رقماً صحيحاً لا يقبل الكسر، وبالرغم من قرار الابتعاد ليكون برفقة الأبناء والأحفاد فى استراحة مستحقة بعد سنوات طويلة أعطى فيها الكثير من عمره وصحته وإبداعه للفن والجمهور، يظل الزعيم محتفظاً بمكانه الذى لا ولن يتغير كـ«صاحب للسعادة»


الخبر الاصلي تجدة علي موقع اليوم السابع وقد قام فريق التحرير بنقل الخبر كما هو او ربما تم التعديل علية وجب التنوية عن مصدر الخبر احترما باعدة الحقوق الاصلية لنشر لاصحابها وموقع المنصة الاخبارية لن يتسني لة التحقق من جميع الاخبار المنشورة والمسؤلية تقع علي عاتق ناشريها بالموقع المشار الية سلفا وهو موقع اليوم السابع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى