“دكتور الأحذية”.. حكاية عم ملاك أشهر إسكافى فى البحيرة.. صور

“طول عمرى فى المهنة دى، ورثتها أبا عن جد.. ومش أى حد مسك المغراز بقى صنايعى”.. بهذه الكلمات العفوية يمكن اختصار رؤية عم ملاك أشهر صنايعى إصلاح أحذية يدويا فى البحيرة.

عندما تمر بأحد الشوارع المتفرعة من ميدان الاستاد بمدينة دمنهور، لابد أن يلفت نظرك بورشته الصغيرة المرصعة بصور القديسين التى ورثها عن أجداده، وكذلك بمهارته فى إصلاح الأحذية يدويا خلال دقائق معدودة، مما جعل عدد من محبيه يلقبه بـ”الدكتور” لإتقانه الشديد فى العمل.

ويروى الأسطى ملاك، قصته مع عالم الأحذية، حيث قال إنه ورث هذه المهنة عن والده منذ الصغر وكذلك عدد كبير من عائلته التى تعمل فى ورش تصنيع وإصلاح الأحذية، مضيفا إنه يعمل فى هذه المهنة منذ أكثر من 30 عاما ولم يبارحها قط لعشقه لتفاصيلها وكيفية إعادة الحياة إلى الأحذية القديمة التى استهلكت مع مرور الزمن.

وأوضح أشهر صنايعى لإصلاح الأحذية، أن التصليح اليدوى للأحذية هو أساس المهنة والذى يضمن لها بقائها وعدم اندثارها، بعكس التصليح الآلى الذى انتشر خلال السنوات الماضية.

وعن مدى إقبال الأهالى على التصليح اليدوى للأحذية، قال الأسطى ملاك، إن التصليح اليدوى له من يعرف قيمته جيدا ومن يقدر صانعيه، مضيفا أنه رغم ارتفاع تكلفة تصليح الأحذية يدويا، إلا أن له زبائنه اللذين يعرفونه بالاسم ويتوافدون عليه من أماكن بعيدة لثقتهم فى عمله.

وعن سبب إطلاق اسم الدكتور عليه، قال الأسطى ملاك، إنه ورث هذا اللقب عن عائلته التى تعمل فى المهنة منذ أكثر من قرن من الزمان ويرجع ذلك لقدرتهم الفائقة على إصلاح الأحذية فيما يشبه إجراء العمليات الجراحية.

وبالنسبة لأدوات تصليح الأحذية يدويا قال عم ملاك، إن الأدوات بسيطة للغاية وتضم “المغراز الحديدى” الأشبه بالإبرة، والسندان الذى يتم وضع الحذاء عليه، بالإضافة إلى الخيط الحرير، وهو الوحيد الذى يصلح لإصلاح الأحذية يدويا.

وعن تطور إصلاح الأحذية اليدوية قال عم ملاك، إن التصليح اليدوى مر بمراحل متعدده بداية من تصليح جلود القباقيب الخشب إلى تركيب نصف نعل مرورا بتركيب حدوة حديد لكعب الحزاء حتى لا يستهلك وانتهاء بتركيب “لوزة” وهى قطعة صغيرة من الجلد الطبيعى لإخفاء ثقوب النعل المستهلك.

وعن طموحه قال عم ملاك، إن أمنية حياته أن يفتتح ورشة كبيرة لتصنيع الأحذية اليدوية، وأن يقوم بتصدير إنتاجه إلى دول العالم تحت اسم صنع فى مصر.