منوعات

سعاد حسنى فى أهل القمة.. السندريلا ونجيب محفوظ

تمر، اليوم، ذكرى رحيل الفنانة الكبيرة سعاد حسنى، التى توفيت فى 21 يونيو من سنة 2001، بعدما تركت عددا كبيرا من الأعمال الفنية، كان بعضها من أعمال أديب نوبل نجيب محفوظ، ومن ذلك فيلم “أهل القمة”، ويقول كتاب “نجيب محفوظ بين الفيلم والرواية” لـ محمود قاسم:

 

أهل القمة:

اتَّسم نجيب محفوظ بقدرته الفائقة على رصد التغيُّرات الحادَّة التي يشهدها المجتمع، خاصةً في السبعينيات، وبدت هذه القدرة في أوضح حالاتها في العديد من المجموعات القصصية، ومنها “الشيطان يعظ” و”الحبُّ فوق هضبة الهرم”.

ولعلَّ الرواية القصيرة “أهل القمة” هي أفضل مثال على ذلك؛ حيث ترصد كيف تغيَّر المجتمع من جذوره عقب الانفتاح الاقتصادي، وربما قبل ذلك، مع فتح ما كان يسمَّى بسوق ليبيا، في أوائل السبعينيات، وطوال هذا العقد.

وهذا النصُّ الأدبيُّ يرصد التغيُّر الجماعيَّ من خلال أشخاص بأعينهم يمثِّلون المجموع، فزعتر النوري يمثِّل اللصوص، ومحمد فوزي يمثِّل رجال الشُّرطة الشرفاء، وسهام تمثِّل بنات جيلها اليائسات من الفقر وعدم الزواج.

وفي الصفحة الأولى من القصة عدَّد الكاتب أفراد أُسرة الضابط وأعمارهم (ستَّة أشخاص بدونه) هو رجل لا يحبُّ الزحام، ويعاني منه في شقَّته، فأخته تقيم لديه مع ابنتها سهام (17 سنة)، ووسط ظروف بالغة القسوة يعيش الضابط حياةً بسيطة.

ورغم تشابه الأجواء فإن البداية في الفيلم تختلف، فسهام “سعاد حسني” أكبر سنًّا بكثير، وهي موظفة في البريد، أمَّا في الرواية فإن طالبًا يطلب يدها، وليس موظفًا يضطرُّ للسفر للخليج بحثًا عن رزقٍ أفضل، ويرفض الخال لأن العريس لا يملك المال “العواطف وحدها لا تكفي”.

أمَّا اللصُّ زعتر النوري فهو خارج من السجن لتوِّه، وكان الضابط نفسه سببًا في حبسه، هو بلا مؤهِّل وبلا عمل، يتردَّد على ما يسمى بمقهى النشَّالين، يعيش عالة على المعلم حنش صاحب المقهى، هو رجل عظيم في الشرِّ كما يناديه الضابط يومًا.

يلتقي الضابط بالطالب الذي تقدَّم لخطبة سهام، وبعد حوارٍ طويلٍ معه، يقترح أن يسير كلٌّ من الشابِّ وسهام في سبيله دون التزام بعلاقةٍ ما، فأمامهما وقت، وحذَّره من أن يلتقيا مرَّةً ثانية.

…..

الفارق الملحوظ بين النصِّ الأدبيِّ والفيلم، أننا لدينا هنا ثلاث شخصيات رئيسة، تتبَّعها الفيلم واحدًا وراء الآخر، ليكون لدينا ثلاثة نجوم زعتر النوري “نور الشريف”، سهام “سعاد حسني”، ثُم محمد فوزي “عزت العلايلي”.

النصُّ يبدو كله من عينَي الضابط رغم أنه ليس راوية، ومثلما قرأنا في “الكرنك” فإن المعلومات تأتي على ألسنة أشخاص آخرين، حتى تنجلي الأمور، فسهام هي التي تروي عن تفصيلات لجوئها إلى زعتر النوري كي يساعدها، ثُم تتزوج منه.

يستخدم محفوظ في النصِّ الأدبيِّ ألفاظًا محدَّدة يصفُ بها أبطاله، فزعتر لصٌّ، ثُم صار شريفًا، والضابط شريف، وفي الفيلم فإن المواقف ستجعل الأشخاص محدَّدين في هذه الصفات، يبدأ الفيلم من الماضي. كيف تربص الضابط باللصِّ زعتر الذي سرق حافظة نقود، ثُم انتظره في المقهى وقبض عليه، ثُم ها هو يخرج ليعلن توبته.

إذَن جملة واحدة في الرواية، تحوَّلت إلى مشاهد كاملة؛ القبض على زعتر بواسطة محمد. أمَّا بداية الرواية فهي مخصَّصة لوصف الحياة التي تعيشها أُسرة الضابط، وسرعان ما يدخل الفيلم في الموضوع مباشرةً، فهناك مُخبر سريٌّ يأتي إلى زعتر في المقهى، ويستدعيه إلى القسم، وهناك يفهم أنه ليس مطلوبًا في جريمة، لكن مهمَّته استعادة حافظة نقود رجل الأعمال.

الخبر الاصلي تجدة علي موقع اليوم السابع وقد قام فريق التحرير بنقل الخبر كما هو او ربما تم التعديل علية وجب التنوية عن مصدر الخبر احترما باعدة الحقوق الاصلية لنشر لاصحابها وموقع المنصة الاخبارية لن يتسني لة التحقق من جميع الاخبار المنشورة والمسؤلية تقع علي عاتق ناشريها بالموقع المشار الية سلفا وهو موقع اليوم السابع الخبر الاصلي هنا
اليوم السابع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى